فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



و{الذين في قلوبهم مرض} هم المبطنون للكفر فجعل الكفر الخفيّ كالمرض الذي مقره القلب لا يبدومنه شيء على ظاهر الجسد. أي رأيت المنافقين على طريق الاستعارة.
وقد غلب إطلاق هذه الصلة على المنافقين. وأن النفاق مرض نفساني معضل لأنه تتفرع منه فروع بيناها في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض} في سورة البقرة (10).
وانتصب {نظر المغشي عليه من الموت} على المفعولية المطلقة لبيان صفة النظر من قوله: {ينظرون إليك} فهو على معنى التشبيه البليغ.
ووجه الشبه ثبات الحدقة وعدم التحريك. أي ينظرون إليك نظر المتحيّر بحيث يتجه إلى صوب واحد ولا يشتغل بالمرئيات لأنه في شاغل عن النظر. وإنما يوجهون أنظارهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ كانوا بمجلسه حين نزول السورة. وكانوا يتظاهرون بالإقبال على تلقي ما ينطق به من الوحي فلما سمعوا ذكر القتال بهتوا. فالمقصود المشابهة في هذه الصورة.
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى: {فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت} في سورة الأحزاب (19).
و{مِن} هنا تعليلية. أي المغشي عليه لأجل الموت. أي حضور الموت.
وفرّع على هذا قوله: {فأولى لهم طاعة وقول معروف}.
وهذا التفريع اعتراض بين جملة {ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت} وبين جملة {فإذا عزم الأمر}.
ولفظ {أولى} هنا يجوز أن يكون مستعملًا في ظاهره استعمال التفضيل على شيء غير مذكور يدل عليه ما قبله. أي أولى لهم مِن ذلك الخوففِ الذي دَل عليه نظرهم كالمغشي عليه من الموت. أن يطيعوا أمر الله ويقولوا قولا معروفًا وهو قول: {سمعنا وأطعنا} [البقرة: 285] فذلك القول المعروف بين المؤمنين إذا دُعُوا أوأمروا كما قال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دُعُوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} في سورة النور (51).
وعلى هذا الوجه فتعدية {أولى} باللام دون الباء للدلالة على أن ذلك أولى وأنفع. فكان اجتلاب اللام للدلالة على معنى النفع.
فهو مثل قوله تعالى: {ذلك أزكى لهم} [النور: 30] وقوله: {هن أطهر لكم} [هود: 78].
وهويرتبط بقوله بعده {فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم}.
ويجوز أن يكون {فأولى لهم} مستعملًا في التهديد والوعيد كما في قوله تعالى: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى}.
في سورة القيامة (34. 35). وهو الذي اقتصرَ الزمخشري عليه.
ومعناه: أن الله أخبر عن توعده إياهم.
ثم قيل على هذا الوجه إن أولى مرتبة حروفه على حالها من الولي وهو القرب. وأن وزنه أفعل.
وقال الجرجاني: هو في هذا الاستعمال مشتق من الويل.
فأصل أولى: أو يل. أي أشد ويلا. فوقع فيه قلب. ووزنه أفلع.
وفي (الصحاح) عن الأصمعي ما يقتضي: أنه يَجعل (أولى له) مبتدأ محذوف الخبر.
والتّقدير: أقرب ما يُهلكه. قال ثعلب: ولم يقل أحد في (أولى له) أحسن مما قال الأصمعي.
واللام على هذا الوجه إما مزيدة. أي أولاهم الله ما يكرهون فيكون مِثل اللام في قول النابغة:
سَقْيا ورعيا لذاك العَاتب الزّاري

وإمّا متعلقة بـ {أولى} على أنه فعل مضى. وعلى هذا الاستعمال يكون قوله: {طاعة وقول معروف} كلامًا مستأنفًا وهو مبتدأ خبره محذوف. أي طاعة وقول معروف خير لهم. أو خبر لمبتدأ محذوف. تقديره: الأمر طاعة. وقول معروف. أي أمر الله أن يطيعوا.
{مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأمر فلو صدقوا الله لَكَانَ خَيْرًا}.
تفريع على وصف حال المنافقين من الهلع عند سماع ذكر القتال فإنه إذا جدّ أمر القتال. أي حان أن يُندب المسلمون إلى القتال سيضطرب أمر المنافقين ويتسللون لِوَاذًا من حضور الجهاد. وأن الأولى لهم حينئذٍ أن يخلصوا الإيمان ويجاهدوا كما يجاهد المسلمون الخلص وإلاّ فإنهم لا محيص لهم من أحد أمرين: إمّا حضور القتال بدون نية فتكون عليهم الهزيمة ويخسروا أنفسهم باطلًا. وإمّا أن ينخزلوا عن القتال كما فعل ابنُ أُبَّيّ وأتباعُه يومَ أحُد.
و{إذا} ظرف للزمان المستقبل وهو الغالب فيها فيكون ما بعدها مقدرًا وجوده. أي فإذا جدّ أمر القتال وحدث.
وجملة {فلو صدقوا الله} دليل جواب {إذَا} لأن {إذا} ضمنت هنا معنى الشرط. أي كذبوا الله وأخلفوا فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم. واقتران جملة الجواب بالفاء للدلالة على تضمين {إذَا} معنى الشرط. وذلك أحسن من تجريده عن الفاء إذا كانت جملة الجواب شرطية أيضًا.
والتعريف في {الأمر} تعريف العهد. أو اللام عن المضاف إليه. أي أمر القتال المتقدم آنفًا في قوله: {وذُكر فيها القتال}.
والعزم: القطع وتحقق الأمر. أي كونه لا محيص منه.
واستعير العزم للتعيين واللزوم على طريقة المكنية بتشبيه ما عُبر عنه بالأمر. أي القتال برجل عزم على عمل مَّا وإثبات العزم له تخييلة كَإثْبَاتتِ الأظفار للمنية. وهذه طريقة السكاكي في جميع أمثلة المجاز العقلي. وهي طريقة دقيقة لكن بدون اطراد ولكن عندما يسمح بها المقام.
وجعل في (الكشاف) إسناد العزم إلى الأمر مجازًا عقليًا. وحقيقته أن يسند لأصحاب العزم على طريق الجمهور في مثله وهو هنا بعيد إذ ليس المعنى على حصو ل الجد من أصحاب الأمر. ونظيره قوله تعالى: {إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17] فالكلام فيها سواء.
ومعنى {صدقوا الله} قالوا له الصدق. وهو مطابقة الكلام لما في نفس الأمر. أي لوصدقوا في قولهم: نحن مؤمنون. وهم إنما كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ أظْهروا له خلاف ما في نفوسهم. فجعل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبًا على الله تفظيعًا له وتهويلًا لمغبته. أي لوأخلصوا الإيمان وقاتلوا بنية الجهاد لكان خيرًا لهم في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا خير العزة والحُرمة وفي الآخرة خير الجنة.
فهذه الآية إنْبَاء مما سيكون منهم حين يجد الجد ويَجيءُ أوان القتال وهي من معجزات القرآن في الإخبار بالغيب فقد عزم أمر القتال يوم أُحُد وخرج المنافقون مع جيش المسلمين في صورة المجاهدين فلما بلغ الجيش إلى الشوْط بينَ المدينة وأُحد قال عبد الله بن أُبَيّ بنُ سلو ل رأسُ المنافقين: ما ندري علامَ نَقْتُل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ ورجع هو وأتباعه وكانوا ثلث الجيش وذلك سنة ثلاث من الهجرة. أي بعد نزول هذه الآية بنحوثلاث سنين.
وقوله: {فلو صدقوا الله} جواب كما تقدم. وفي الكلام إيجاز لأن قوله: {لكان خيرًا} يؤذن بأنه إذا عزم الأمر حصل لهم ما لا خير فيه.
ولفظ {خيرًا} ضد الشَّرِ بوزن فَعْل. وليس هو هنا بوزن أَفْعَلَ. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
بصيرة في الأنزال:
وهوإِفعال من النزول. وهو في الأَصل انحطاط من عُلُوّ.
يقال: نَزَل عن دابّته. ونزل في مكان كذا: حَطَّ رحلَه فيه.
وأَنزل غيره.
وأَنزل الله نِعمه على الخَلْق: أَعطاها إِيّاهم.
وذلك إِمّا بإِنزال الشئِ نفسه. كإِنزال القرآن. وإِمّا بإِنزال أَسبابه والهداية إِليه. كإِنزال الحديد والّلباس.
والفرْق بين الأنزال والتَّنزيل في وصف القرآن والملائكة. أَنَّ التنزيل يختصّ بالموضع الذي يشير إِلى إِنزاله متفرّقًا. ومَرّةً بعد أُخرى. والأنزال عامّ {لولا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ} فإِنَّما ذكر في الأول (نزَّل) وفى الثانى (أُنزل). تنبيهًا أَنَّ المنافقين يقترحون أَن ينزل شيءٌ فشئٌ من الحَثِّ على القتال؛ ليتولوه.
وإِذا أُمِروا بذلك دفعة واحدة تحاشَوا عنه. فلم يفعلوه. فهم يقترحون الكثير. ولا يَفُون منه بالقليل.
و{إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ} إِنَّما خصّ بلفظ الأنزال. لأن القرآن نزل دفعة إِلى السّماءِ الدّنيا. ثمّ نزل نَجْمًا نجمًا.
وقوله: {لَوأَنزَلْنَا هذا القرآن عَلَى جَبَلٍ} دون نزَّلنا تنبيهًا أَنَّا لوخو لناه تارةً واحدة ما (خو لناكم مرارًا) إِذا لرأَيته خاشعًا.
والتنزل النزول. قال: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}.
والأنزال في القرآن ورد على خمسة عشر وجها:
الأول: إِنزال المَنّ والسّلْوَى على سبيل الكفاية.
الثانى: إِنزال العذاب والبَلْوَى على سبيل اللَّعنة.
{فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ}.
الثالث: إِنزال الملائكة المقرّبين في بدر. للتقوِّى: {أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ الاَفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُنزَلِينَ}.
الرّابع: إِنزال النُّعَاس على أَهل الحَرْب؛ لتأْمين الصّحابة: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا}.
الخامس: إِنزال اللِّباس من السّماءِ؛ سترًا للعورة: {قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ}.
السّادس: إِنزال السّكينة؛ لتحقيق العَوْن والنُّصْرة: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رسوله وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
السّابع: إِنزال الصّاعقة والبَرَد؛ لإِظهار السّياسة والهيْبة: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ}.
الثَّامن: إِنزال المطر؛ لكمال النِّعمة والرّحمة: {وَهوالَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ}.
التَّاسع: إِنزال الأنعامِ؛ لكمال الأنعامِ والمنفعة: {وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}.
العاشر: إِنزال الرِّزق على الحيوانات للغِذاءِ والتربية: {وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}.
الحَادى عشر: إِنزال الغيث وإرسال الرّياح للبشارة: {وَهوالَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} الآية.
الثانى عشر: إِنزال ميزان العدل. لأَجل الأنصاف والأَمانة: {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ}.
الثالث عشر: إِنزال الحديد لتقرير المنافع والمصلحة: {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}.
الرّابع عشر: إِنزال المائدة للامتحان والمُعْجِزة: {رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ}.
الخامس عشر: إِنزال الوَحْى والقرآن لإِلزام الحجّة وإِهداءِ هدِيّة الهداية {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ}.
ولا يقال في المفتَرَى والكذب. وما كان من الشيئاطين إِلاَّ التّنَزُّل قال الله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشيئاطِينُ}.
والنُزل- بالضمّ وبضمّتين: ما يُعَدّ للنَّازل من الزاد.
وأَنزلت فلانا: أَضفته.
ويعبّر بالنَّازلة عن الشِّدّة. وجمعه نوازل.
والنِّزَال في الحرب: المنازلة. اهـ.

.تفسير الآيات (22- 24):

قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوليْتُم أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان هذا تبكيتًا لهم من أجل فتورهم عن أمر الله. سبب عن ذلك الفتور بيان ما يحصل منه من عظيم الفساد ويتأثر به من خراب البلاد وشتات العباد في معرض سؤال في أسلوب الخطاب بعد التبكيت والتهديد في أسلوب الغيبة تنبيهًا على تناهي الغضب وبلوغه الغاية فقال تعالى: {فهل عسيتم} أي فتسبب عن تسرعكم إلى السؤال في أن يأمركم الملك بما يرضيه. فإذا أجابكم فرحمكم بما يعلم أنه أصلح الأشيئاء لكم وهو الجهاد كرهتموه ووجهتم منه وقعدتم عنه أن يقال لكم لما يرى منكم من المخايل الدالة على ضعف الإيمان: هل يمكن عندكم نوع إمكان وتتوقعون شيئًا من توقع أن يكون حالكم جديرًا وخليقًا لتغطية علم العواقب عنكم فتخافون من أنفسكم.
ولما كان المقام لذم الإعراض عن الأمر. فصل بين (عسى) وخبرها بشرطية معبر فيها بالتو لي بصيغة التفعل إشارة مع نهاية الذم إلى أن المعرض عن أمر الله معرض عما تدعوه الفطرة الأولى القويمة والعقل السديد إلى حسنه. فهو لا يعرض عنه إلا بمجاهدة منه لنفسه فقال تعالى: {إن توليتم} أي بأنفسكم عن الجهاد الذي أمركم به ربكم الذي عرفكم من فوائده ما لا مزيد عليه مما لا يتركه معه عاقل ولا يتخيل تركه إلا على سبيل الفرض- بما أشارت إليه أداة الشرط- أوحصلت تو ليتكم بتحصيل محصل أوجبها لكم وزينها في أعينكم حتى فعلتموها. وهذا المعنى الثاني هو المراد ببنائه للمجهول في رواية رويس عن يعقوب {أن تفسدوا} أي توقعوا الإفساد العظيم الذي يستمر تجديده منكم {في الأرض} بقتال يكرهه الله ويسخطه ويغضب أشد غضب على فاعله وتكونوا في غاية الجرأة عليه. فإن الذي رحمكم بإنزال ما أنزل حكم بأن من جبن عما يرضيه رغبة في الآخرة اجترأ على ما يسخطه حبًا في الدنيا. وقد كنتم في الجاهلية على ذلك في الغارة من بعضكم على بعض ونحوذلك {وتقطعوا} تقطعيًا عظيمًا شديدًا كثيرًا منتشرًا كبيرًا {أرحامكم} فتكونوا بذلك أعزة على المؤمنين كما كنتم أذلة على الكافرين. وأقل ما في إعراضكم خذلأنكم للمؤمنين المجاهدين بما قد يكون سببًا لظهور الكافرين عليهم فتكونوا بذلك قد جمعتم بين قطيعة أرحامهم وفقدكم لما كان يصل إليكم من منافعهم. فإن كففتم بعدهم عن قتلهم كنتم مع ما فاتكم من خيرهم أجبن الناس وأرضاهم بالعار. وإن تعاطيتم الأخذ بثأرهم كنتم كمن أخذ في فعل ما أمر به بعد فواته وأن له ذلك. وقد علم من هذا أن من أمر بالمعروف وجاهد أهل المنكر أمن الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم. ومن تركه وقع فيهما. ويمكن أن يكون (توليتم) من ولاية الأمر. فتكون الآية مشيرة إلى ولاية الفجرة ومنذرة بذلك أن اصنع الأمر بالمعروف. وقد وقع ذلك وشوهد ما ابتنى عليه من الفساد والقطيعة. وعزائم الأنكاد وسوء الصنيعة.